جيل الثقافة السوداء

لدي عادة يومية أجبرني عليها الروتين اليومي الذي لطالما لكرهته ، فلقد أكتشفت شغفي الشديد بالأذاعة ، فأضحيت أستمع إليها يوميا وأنا في الطريق إلي العمل صباحاً أعرف منها أخبار العالم وما يدور حولي وأستمع إلى بعض النقاشات الجميلة ولا بأس بالطبع ببعض من الأغاني أفتتح بها يومي.
اليوم وأثناء إستماعي إلى راديو سوا قام المذيع بألقاء حكمة اليوم من راديو سوا ولا أخفيكم سراً فأنا معجب وبشدة بهذه الفقرة إذ أنها كثيراً ما أعطتني وقوداً إيجابياً يعين علي الحياة ، المهم كانت الحكمة أن الحياة كالدراجة لا بد أن تستمر في التقدم لكي لا تسقط ونسب المقولة إلي ألبرت إينشتاين ثم عقبها بتعريف صغير لأينشتاين بأنه عالم أمريكي !!!!!


نعم لم تخطي القراءة ، وأنا لم أخطئ الكتابة ولا الأستماع فأينشتاين الذي ولد بالنمسا وعاش بألمانيا وحمل جوازها فسافر به إلي إيطاليا وتلقي تعليمه في سويسرا ولم يغادر أوربا إلي الولايات المتحدة قبل الخمسين من عمره أضحي بقدرة قادر أمريكي الجنسية.
ففرضاً لو قلنا أن معد البرامج قد أخطأ سهواً وجلى من لا يسهو ، فكيف يقوم المقدم بقراءة السطور دون أن يراجعها ، أم تراه يقوم بألقاء ما لا يعرف !! وكيف لا يعرف جنسية أفضل عالم فيزيائي أنجبته حواء ، أنا متيقن أن أخي صاحب التسع سنوات يعرف جنسية إينشتاين.
فهل أصبح جيل اليوم حقاً هو جيل الثقافة السوداء ، جيل برشلونة وريال مدريد وأكونْ وجستن بيبر وجون سينا والأندرتيكر والفيسبوك وبروس ويلس وجنيفر أنيستون ، جيل يعرف كم مرة تزوج براد بيت ولا يعرف الفرق بين النسبية العامة والخاصة.
ماذا ستقول لو قلت لك أني قابلت شاباً تخطي العشرين من عمره ولم يسمع بهتلر وأخر أحسن منه حالاً لا يعرف ثعلب الصحراء ، يعرفون أن عليهم تقديم الورود في الرابع عشر من يناير لانه عيد الحب وأن عليهم أن يسهرو ويصنعو الفوضي عشية الحادي والثلاثين من ديسمبر لانه رأس السنة ويجب عليهم فعل ذلك دون قلق فسينامون في اليوم التالي فهو عطلة رسمية ولكنهم لا يعرفون أنها عطلة لانها يوم أستقلال بلدهم.
رحم الله وطني مع جيل الثقافة السوداء.

تعليقات

  1. يبدو اني انا نفسي أحتاج لمن أقدم له الوردة لانني نسيت تاريخ عيد الحب ،،، طبعا هو خطأ غير مقصود ولكني ساتركه دون تعديل.
    شكراً علي المرور الكريم

    ردحذف
  2. مشكلة حقيقة .. رغم اننا كسودانين متقدمين عن الشعوب العربية في جانب المعلومات العامة ..و لكن جيل الجامعات اليوم لا يسر الحال

    اعجبتني ملاحظة الدقيقة لاذاعة سوا

    ردحذف
  3. يا صديقي المشكلة متجزرة جدا وموجودة في معظم الإذاعات والتلفزيونات العربية.
    ولكن الكارثة ان معظم الشباب يعتبرونها المصدر الأول للمعلومة..

    ردحذف

إرسال تعليق

شاركني برأيك

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعلمت عن الحب

إسقط ولكن قف بعدها !

نعم هنالك مشكلة