نص إستواء

إذا لم تمر من قبل بتلك التجربة فأنت حتماً لست من سكان العاصمة السودانية الخرطوم ، فدرجات الحرارة التي تصل في الصيف الي الخمسينات بسهولة تامة تجعلني متاكداً أن شمس هذا البلد تستحق الحصول علي شهادة الأيزو نسبة للجودة الكبيرة التي تلتزم بها في عملها ، فالحركة منتصف النهار أصبحت مشابهه للأنتحار ، ومن يطلب منك أن تودي أي عمل تحت الشمس يدري أنك تجازف بحياتك عندما تودي له هذا العمل.
حدثتكم من قبل عن جامعتي الجناح الجنوبي ولكم أن تتخيلو كيف يكون الوضع هذه الأيام ، وما زاد الطين بله حاجتي لقضاء أوقات طويلة بالجامعة من أجل العمل علي مشروع تخرجي في ظروف مناخية لا تطاق علي الأطلاق ، فأقوم باستهلاك ما يزيد عن اللترين من المياة الغازية كل يوم ، أما المياة العدنية فلا أستطيع أن أعرف بالضبط الكمية التي أشربها ولكنها لن تقل عن الأربعة لترات باي حال من الأحوال.
ولكي لا أكون متحيزاً فانني ساعدد إيجابيات الجو الحار ، إذ أنه يمثل موضوعاً جيداً لإفتتاح الحديث مع شخص تقابله أول مرة كما ان الشعب السوداني قطع نصف الطريق نحو النضوج ، ليس نضوجاً فكرياً ولكنه نضوج فعلي فمع خمسين درجة مئوية نحن الأن نص إستواء.
اشكرك على هذة المدونة الرائعة
ردحذفشكرا على مجهودك الرائع
ردحذفشكرا على مجهودك الرائع
ردحذف