نص إستواء

هل أحسست في أحد الأيام بانك قمة في النشاط عند الإستيقاظ صباحا ، ثم وبعد ساعتين فقط ودون أن تبذل أى مجهود يذكر ، تشعر بألم بالغ في جميع عضلاتك ، وتحس بالأرهاق كانك ركضت لمائة ميل ، وتحاول  أن تنظر حولك محاولاً أن تجد ذاك الوغد الذي سكب عليك برميلاً من الماء ، وبعد بحث طويل تكتشف أن ما يغطيك ليس سوي عرقك ، تحاول أن تجففه بمنديلك ولكن هيهات ، فلو أردت أن تجفف نفسك بقطعة القطن الصغيرة هذه فعليك بالحصول علي منديل سحري.
إذا لم تمر من قبل بتلك التجربة فأنت حتماً لست من سكان العاصمة السودانية الخرطوم ، فدرجات الحرارة التي تصل في الصيف الي الخمسينات بسهولة تامة تجعلني متاكداً أن شمس هذا البلد تستحق الحصول علي شهادة الأيزو نسبة للجودة الكبيرة التي تلتزم بها في عملها ، فالحركة منتصف النهار أصبحت مشابهه للأنتحار ، ومن يطلب منك أن تودي أي عمل تحت الشمس يدري أنك تجازف بحياتك عندما تودي له هذا العمل.
حدثتكم من قبل عن جامعتي الجناح الجنوبي ولكم أن تتخيلو كيف يكون الوضع هذه الأيام ، وما زاد الطين بله حاجتي لقضاء أوقات طويلة بالجامعة من أجل العمل علي مشروع تخرجي في ظروف مناخية لا تطاق علي الأطلاق ، فأقوم باستهلاك ما يزيد عن اللترين من المياة الغازية كل يوم ، أما المياة العدنية فلا أستطيع أن أعرف بالضبط الكمية التي أشربها ولكنها لن تقل عن الأربعة لترات باي حال من الأحوال.
ولكي لا أكون متحيزاً فانني ساعدد إيجابيات الجو الحار ، إذ أنه يمثل موضوعاً جيداً لإفتتاح الحديث مع شخص تقابله أول مرة كما ان الشعب السوداني قطع نصف الطريق نحو النضوج ، ليس نضوجاً فكرياً ولكنه نضوج فعلي فمع خمسين درجة مئوية نحن الأن نص إستواء.

تعليقات

إرسال تعليق

شاركني برأيك

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعلمت عن الحب

إسقط ولكن قف بعدها !

رسالة إلي معذبتي