تعدد الإهتمامات .. ميزه .. وصداع
بعض الناس تتمحور حياته كلها حول محور واحد ، فتجده يعرف كل شئ عنه ، ويلمُ بكل خفاياه وأسراره ، ولكن في نفس الوقت يجهل كل شئ عن أي شئ ، ولكن بعض الناس علي النقيض تماما ، تجدهم يهتمون بكل شئ ويعرفون في كل مجال وتجده حاضرا في كل نقاش .
الفئه الأخيرة لا يقبلون أن يتركو خارج الصورة أبدا فلو قرر أحد الأصدقاء القيام برحلة ترفيهيه تجده أول المنظمين لها ، ولو سمع بدورة رياضية فسوف يكون أول المنتسبين إلي قائمة اللاعبين ، أما اذا سمع فكرة موقع إلكتروني من أحد أصدقائه سيعرض عليه أن يشاركه في تنفيذ الموقع.
تعدد الإهتمامات أمر رائع فسوف لن تكون علي الهامش اطلاقا بل ستكون دوما في قلب الصفحه ، ولن تجلس يوما في محادثه وتكون عاجزا عن المشاركة برايك لجهلك بالموضوع.
متعددي الأهتمامات يمكنهم التفوق في أي مسابقه للمعلومات العامه ، ويمكنهم أن يشمرو عن سواعدهم لمساعدة أي كان في أي شئ ، من الجغرافيا لعلم الفلك للبرمجه مرورا باصلاح الأنابيب وصيانه السيارات.
تبدؤ الصورة حتي الأن وردية ولكن المشكله الحقيقية تبدا بالظهور مع الزمن فلو تخيلنا معرفة الشخص أشبه بالدائرة ، فمن الطبيعي انه كلما اتسعت الدائرة ان تصبح عملية الأضافة اليها اكثر صعوبه اذ سيتوجب عليك اضافة الكثير من المساحه لاضافة سنتميترات قليلة الي القطر ، أتمني أن تكونو قد فهمت ما أعنية .
الشخص ذو الأهتمامات الواضحه سيقوم باضافة مساحه الي الدائرة في إتجاه معين تاركا الاتجاهات الاخري فيتحول شكلها من دائرة الي شكل منبعج في اتجاه واحد. ستظل معلوماته ثابته في كل الاتجاهات ما عدا الاتجاه الذي اختار ان يتوسع فيه فينمو هذا الاتجاه بسرعه خرافية.
أما الشخص متعدد الأهتمامات فسيحاول ان يحافظ علي الشكل المثالي للدائرة ويوسعها في جميع الاتجاهات ، سيلهث ويلهث ويلهث وفي النهاية يستسلم الي إستحالة هذا الأمر فيتخلي عن القليل ويواصل في البقية ، ثم تسرقه الحياة فيتخلي عن القليل مجددا وفي النهاية سيكون شكل دائرته قد بدا يأخذ شكل دائرة صديقنا الأول .
متعدد الأهتمامات دائما ما يصاب بالأحباط فكلما تحدث الناس في أي موضوع يمكنه مباشرة ان يتحدث وينظر ، ولكن بينه وبين نفسه يعلم انهم سيصلون بعد قليل الي مرحلة لا يمكن ان يجاريهم فيها ، فهم يقضون كل وقتهم في هذا الموضوع اما هو فلدية أمور كثيرة لييفعلها ويقرا عنها، وبعد فترة يجد أن اقرانه قد سبقوه كل في المجال الذي اختاره، اما هو قد أضاع وقته في الجري وراء جميع المجالات.
تعليقات
إرسال تعليق
شاركني برأيك