معاناه المواطن ... واقع من الممكن تفاديه



تمهيدا لرحلة قريبه ان شاء الله توجب علي القيام بتجديد جواز سفري حيث انه كانت قد انتهت فتررة صلاحيته ، قفزت الي راسي مباشرة الصوره البشعه للصفوف الطويله التي سوف اجبر علي الوقوف بها حتي أمتلك جوازا صالحا مرة أخري.

فالصفوف أصبحت مرافقا لاي إجراء حكومي بغض النظر عن ماهيته ، سواء كنت تود الحصول علي الجنسيه أو رخصه القياده أو حتي توثيق إحدي شهاداتك بوزارة الداخليه ، ومن الممكن أن تطير من الفرح لمجرد تمكنك من تكملة كافة إجراءاتك في يوم واحد.

قمت بتاجيل العديد من الامور في حياتي الشخصيه لاتمكن من إفراد ثلاثة أيام كامله لهذه المهمه العسيره ولم أنسي أن أجهز مبلغا محترما من العملات الصغيرة التي ساشتري بها كميات مهوله من الطوابع التي تخرج لنا من حيث ندري . ولكن فاجاني أحد أصدقائي بوجود ما يسمي بالعلاقات البينيه التي من شانها ان تختصر علي الاجراءات موفرة الوقت والجهد ولكن سيتعين علي دفع ضعف المبلغ الذي سادفعه بوزارة الداخليه .

لم أتفائل كثيرا فالروتين القاتل يجد طريقه دوما لاي مصلحه حكوميه أو غير حكوميه بوطننا الحبيب حتي صرنا متيقنين أن العيب في المواطن السوداني نفسه وليس في المصالح التي تود تعطيله. علي كل حال حزمت أمري بالتوجه الي العلاقات البينيه أملا في الإنتهاء في يوم واحد وهناك كانت المفاجاة.

وجدت الإجراءات سهلة وميسره وما هي الا عشرة دقائق وكان جوازي بين يدي . كان من الممكن لاي مواطن ان يسعد بهذه الخدمه الجميله ولا تسعه الارض من فرحته بزوال هم كان يؤرق نومه .

ولكن لاني "غريب" لم أتمكن من مقاومة رغبتي في النظر الي النصف الفارغ من الكوب ؛ فدعوني أطرح تساؤلا مهما :

ما دام هذا الاجراء (تجديد الجواز) من الممكن انجازه في عشره دقائق فلماذا يتوجب علي المواطن الوقوف في صفوف لعده أيام لمجرد أنه سيدفع أقل من المواطن الذي سيتوجه الي العلاقات البينيه؟ . الجواب البديهي لان المواطن الثاني سيدفع أكثر وهذا يقود الي تساؤل أكثر أهميه : لماذا يوجد من الاساس ما يسمي بالعلاقات البينيه ولماذا لا تكون الخدمه متوفرة بأعلي مستوي ولكل المواطنين وباقل التكاليف ؟سيظل هذا دوما هو التساؤل الحقيقي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعلمت عن الحب

إسقط ولكن قف بعدها !

رسالة إلي معذبتي