آه يا وطن .... خواطر مواطن مقهور - 2 -

لو لم تكن قد قرأت الجزء الأول أنصحك بقراءته أولاً.
الجزء الثاني : مشاهد مائية

مشهد أول : لم يحضر فيه الماء !!



في يوم عمل عادي بالمكتب بدأ التيار الكهربائي بالتذبذب فجاءة ، ثم بدأت الأنوار تتراقص وهدأ كل شي ، هدوء لثوان قبل أن نسمع صوت إنفجارات متتالية قادمة من الخارج ، بالطبع لم يعد هنالك موظف واحد جالس علي كرسيه بل ركضنا جميعاً نحو الخارج يسبقنا فضولنا البشري لمعرفة  ما يجري.

لم يكن هنالك الكثير من الأثارة في الخارج ، مجرد تحميل زائد تسبب في إحتراق عداد الدفع المقدم ، وبدأت النيران سريعاً في إلتهامه ثم شرعت في محاولات حثيثة للأنتقال إلي الشجرة القريبة.
كأي مواطن يعرف واجبه أخرجت هاتفي وقمت بالأتصال برقم الدفاع المدني الذي يأتي مخزناً في بطاقة الهاتف ولكن لدهشتي لم أجد رداً من الطرف الأخر ، جربت مجدداً ولكن بلا نتيجة جديدة.
لم أستسلم بل قمت الأتصال برقم الطوراي في السودان (999) فأتاني الرد سريعاً هذه المرة من النجدة والعمليات وبعد إستجوابي لمدة عشرة دقائق عن هويتي ومثلها لوصف المكان أخبرني أن المساعدة في الطريق وأغلق الخط.
جلسنا نراقب النيران التي بائت محاولتها في التمسك بالشجرة حتي الأن بالفشل ، ثم قام عدة أشخاص بما قمت به أملاً في إسراع العملية وبعد خمسة وأربعين دقيقة من أشتعال النيران أتصلت بي الشرطة مجدداً وإستفهم مني الشرطي قائلاً:
- النار طفيتوها ولا نرسل ليكم المطافئ !!

مشهد ثاني : حضر الماء بطريقة خاطئة !!

إستيقظ سكان الخرطوم ليجدوا أن هيئة مياة ولاية الخرطوم قررت مكافئتهم بتوصيل النيسكافيه إلي منازلهم.


خرج إلينا والي ولاية الخرطوم وأخبرنا أن السبب يعود للإرتفاع المفاجئ في كميات الطمي بالنيل وعليه فالأمر خارج عن إمكانيات الهيئة علي التعامل معه وهو مجرد قضاء وقدر ثم قام بإعفاء مدير هيئة مياه ولاية الخرطوم من منصبه.

* طيب ما دام الموضوع قضاء وقدر الراجل ذنبو شنو !!

مشهد ثالث : حضر الماء ولكنه كان أكثر من المطلوب


من المعروف أن الخريف يأتي في الخرطوم مع منتصف شهر يونيو ولكنه هذه المرة قرر مفاجأتنا ولم تهطل الأمطار سوي في نهاية يوليو ، فكان هطول الأمطار لمرة واحدة أكثر من كاف ليحيل الخرطوم إلي مسبح أولمبي كبير.


* الموية دي كلها ودايرين يبيوعوها لينا بعدادات دفع مقدم !!

تعليقات

  1. الوضع بقى عجييب جدا و العيشة بقت صعبة و و الواحد بقا لا يقدر يتكلم و مرغم على السكوت
    اللهم اصلح حالنا و حال من ولوا علينا

    ردحذف
  2. لم اعد ارى فى كل ما تحمله لنا الايام شيئا غريبا بل هو نتاج ما صنعنا بأنفسنا .. الهة على الارض نهتف لها وهذه بمثابة مكافاءة نهاية الخدمة ... تحياتى

    ردحذف

إرسال تعليق

شاركني برأيك

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعلمت عن الحب

إسقط ولكن قف بعدها !

نعم هنالك مشكلة